في عالم يضج بالضجيج والفوضى، يحتاج الإنسان إلى عقلٍ يقوده، وضميرٍ يرشده، وفكرٍ يعيد صياغة الواقع.
لقد كان هدفي منذ البدايات هو نقل الحقائق، وتحفيز الناس على التفكير، ورفع مستوى الوعي في مجتمعٍ غارقٍ في التناقضات.
من هنا ينبع التزامي بالعدالة، بالصدق، بالأمانة، واحترام الإنسان مهما كانت ثقافته أو عرقه،
مع التركيز على بناء الوطن، وحماية قيمه، وتعزيز دور المواطن الواعي في تغيير الواقع نحو الأفضل.
الجزء الأول:
السياسة والجهل
السياسة في مجتمعاتنا المتخلفة كثيرًا ما تُدار بيد السياسي الفاشل والمغرور،
الذي يظن أنه يمكن فرض رأيه على الجميع بالقوة والشعارات، ويحيط نفسه بجوقة من الجهلة والمخدوعين.
هذا السياسي الفاشل يعتقد أن السلطة هي غاية، بينما الحقيقة أن السلطة مسؤولية.
حين يحكم الجهل باسم السياسة، يتحول الوطن إلى حقل تجارب، ويضيع المستقبل بين الأكاذيب والخداع.
أما السياسي الواعي، فهو الذي يفهم أن العدالة لا تُفرض بالقوة، وأن القانون ليس مجرد حبر على ورق، بل وعد بين الإنسان والحق، بين الدولة والمواطن.
إنه السياسي الذي يسمع أكثر مما يتحدث، ويزرع الثقة أكثر مما يزرع الخوف، ويخدم أكثر مما يتظاهر.
الجزء الثاني:
بين السياسي والفيلسوف
السياسة والفلسفة وجهان لعملة واحدة.
الفيلسوف يحكم بعقله، والسياسي الفاشل يُحكم بشهوته.
الفيلسوف يبحث عن المعنى، والسياسي المغرور يبحث عن المكسب.
الفيلسوف يبني فكرًا خالدًا، والسياسي المتسلّط يبني سلطة تزول بزواله.
حين يدخل الفكر إلى السياسة، تزدهر الأوطان.
وحين تدخل الشهوة إلى الحكم، تفسد القلوب وتُهدم القوانين.
العقل بلا ضمير يتحول إلى وحش منظم، والسياسة بلا أخلاق تتحول إلى جريمة مشرعنة.
الجزء الثالث:
السياسة بين الضمير والمصلحة
السياسة فن إدارة الحياة العامة، لكنها تتحول إلى صراع على الغنائم حين يغيب الضمير.
الضمير يمنع المصلحة من التحول إلى جشع، ويجعل المسؤول يتحمل مسؤولية قراراته أمام الله والتاريخ.
السياسي الذي تملكه المصلحة يرى الإنسان وسيلة، بينما السياسي الملتزم بالضمير يرى الإنسان غاية.
المصلحة قصيرة النظر،
والضمير طويل الذاكرة.
من يملك ضميره، يحفظ العدالة ويكسب احترام الناس، ومن يفتقده يغرق الوطن في الفساد والفوضى.
الجزء الرابع:
الفكر السياسي بين الحكمة والسلطة
الفكر السياسي هو قلب الأمة النابض، والحكمة هي المرشد الذي يُمكّن السياسة من أن تكون خدمة لا استبدادًا.
حين يجتمع الفكر بالسلطة والحكمة، تولد السياسة النبيلة، التي تحرر الإنسان من الجهل وتبني الثقة بين الحاكم والمحكوم.
السياسي الحكيم يرى أن القيادة ليست في رفع الصوت، بل في الإصغاء، واستشراف المستقبل، وتحويل الرؤية إلى واقع ملموس.
السلطة بلا فكر فوضى،
والفكر بلا سلطة نظرية جامدة،
لكن التقاء الاثنين بالحكمة يخلق الدولة الحقيقية.
الجزء الخامس:
العدل، الضمير، والوعي:
ثلاثية بناء الأمة
العدل، الضمير، والوعي هي أعمدة الأمة القوية المستقرة.
العدل يقيم القوانين،
والضمير يحفظ المبادئ،
والوعي يحرر الشعب من أسر الجهل.
السياسي الذي يعمل بهذه القيم يصبح مرشدًا ومثالًا، ويترك أثرًا خالدًا في الوطن.
الأمة الواعية تعرف كيف تختار قادتها وتوازن بين مصالح الحاضر ومصالح المستقبل.
الجزء السادس:
ديار الهرمزي والالتزام بالحق
كمتابع للقضايا التاريخية والثقافية والسياسية، أرى أن نقل الحقائق هو واجب قبل أن يكون اختيارًا.
لقد كرست جهدي لتوعية المجتمع، وتحفيز العقول على النقد البناء، ونشر المعرفة والتاريخ والفلسفة.
أنا مؤمن بأن الإنسان مسؤول عن فهم ماضيه، وتقييم حاضره، وصناعة مستقبله، وأن العدالة والصدق والمساواة هي المبادئ التي تحمي الإنسانية.
الجزء السابع:
دور المواطن في التغيير
المواطن الواعي هو قلب الوطن وروحه.
لا تصمت، لا تقاطع، صوت لمن يملك الضمير والفكر والخبرة.
انتقاد السياسيين واجب، لكن بأسلوب راقٍ يرفع من قيمة الحوار.
الوطن يحتاج إلى المشاركة، إلى الوعي، إلى التصالح بين أبناءه قبل كل شيء.
الجزء الثامن: المحاماة والنزاهة نموذجًا
المحامي يجمع بين القانون، الدستور، والسياسة، مع الضمير والوعي.
هو نموذج للقيادة النزيهة، يمتلك الفكر، الثقافة، الخبرة القانونية، والرؤية السياسية.
إن المحاماة والنزاهة مثال على كيف يمكن للإنسان أن يخدم الوطن والعدالة دون التفريط بالمبادئ.
أقوال وحكم تلخص فلسفة العدالة والنزاهة:
النزاهة ليست خيارًا، بل طريق يضيء العدالة.
الصدق عمود القانون ومن يهدمه يهدم العدالة.
العدالة أفعال يُحاسب عليها الإنسان كل يوم.
القانون بلا ضمير مثل الجسد بلا روح.
من يزرع الصدق يحصد الثقة في كل موقف.
الجزء التاسع:
مواجهة الفساد والجهل السياسي
السياسي الفاشل والمغرور يظن أنه يستطيع فرض رأيه بالقوة، لكنه يُدرك في الحقيقة أنه عاجز أمام عقل ووعي الشعب.
السياسي الذي يدخل البرلمان عدة مرات دون إنجاز، هو مجرد ورقة منسية في لعبة المصالح، لا يُستحق الدعم أو التصويت.
الوطن يحتاج إلى من يعرف القانون، ويفهم الدستور، ويملك رؤية واضحة، وضمير حي.
الجزء العاشر:
الوطن والإنسانية
الوطن هو الأم، هو الحضارة، هو الأمان، هو الأمل.
حماية الوطن ليست شعارًا، بل عمل مستمر.
الفتنة والكراهية والعنصرية تُضعف الأمة، والمشاركة الواعية في الانتخابات تُعيد التوازن والعدل.
المواطن الصادق، الواعي، المتحضر، هو أساس التغيير الحقيقي والسلمي.
الإنسان الواعي هو الذي يجمع بين الفكر، الضمير، العدالة، والوعي السياسي.
القيادة الحقيقية ليست صراعًا على المناصب، بل مسؤولية أخلاقية وإنسانية.
من يفهم التاريخ، يعرف القانون، ويضع مصلحة الوطن قبل أي مصلحة شخصية، هو الذي يُنقذ الأمة ويُبني المستقبل.