الفصل بين الأكراد ومشروع قنديل الانفصالي
لا يمكن الخلط بين عامة الأكراد الذين يعيشون في سوريا وبين منظمات مثل حزب العمال الكردستاني (PKK) وامتداداته التي تتخذ من جبال قنديل قاعدة لها. هؤلاء لا يمثلون سوى قلة أيديولوجية متطرفة تسعى لتحقيق مشروع انفصالي يخدم مصالح القوى الخارجية، بما في ذلك بعض الدول الغربية والإقليمية التي تستغل هذا الملف لإضعاف سوريا وتقسيمها. هذه التنظيمات، التي غالبًا ما تتبنى إيديولوجيات معادية للإسلام والعرب، لا تهدف إلا إلى تحقيق مصالحها الخاصة على حساب الأكراد أنفسهم
تحريض الأكراد على العرب والإسلام سياسة مرفوضة
إن السياسات التي تتبناها هذه التنظيمات لا تهدف فقط إلى الانفصال بل إلى زرع الفتنة بين الأكراد وباقي مكونات المجتمع السوري. فمن خلال الترويج لأيديولوجيات متطرفة تحرض ضد الإسلام والعرب، تسعى هذه الجماعات إلى خلق فجوة لا تخدم سوى الأطراف الخارجية التي تدعمها
موقف أبناء الجزيرة العربية السورية
اللعنة التي ستحل على الاكراد موقعهم ضمن الجزيرة العربية السورية كانت وما زالت منطقة ذات طابع عشائري وقبلي،وتتسم بطابع الثار ليس كباقي المحافظات الأخرى وهذا ما سيحدث في المستقبل القريب سيكون الرد من أبناء الجزيرة العربية السورية أضعاف الرد الذي شاهدناه في المحافظات الاخرى ضد مجرمي الحرب والمليشيات
لذا فالجماعات الانفصالية ومن يدور في فلكهم بنظر أبناء الجزيرة عليهم كالعلويين الذين اضطهدوا السوريون ستين سنة لذلك ستكون النتائج الفناء لمليشات القنديل وحاضنتها السورية (الاكراد ) لأن التاريخ السوري أثبت أن محاولات فرض أجندات خارجية بالقوة دائمًا ما تؤدي إلى مقاومة شرسة، والسيناريو نفسه مرجح هنا
مصير الأكراد بعد انتهاء الأجندة الخارجية
السؤال المهم الذي يطرح نفسه هو: ماذا سيحدث للأكراد السوريين بعد انتهاء المصلحة من هذه الأجندة الخارجية؟ هل ستستقبلهم جبال قنديل أو الدول الداعمة لهم؟ من التجارب السابقة، غالبًا ما تتخلى هذه القوى عن حلفائها بعد انتهاء دورهم. وبالتالي، فإن المكون الكردي السوري مهدد بمواجهة عواقب مدمرة إذا استمرت هذه التنظيمات في استخدامهم كأداة لتحقيق أهدافها
في النهاية نقول بأن الحل الوحيد للأكراد السوريين ولكل مكونات المجتمع السوري هو العودة إلى روح الوحدة الوطنية والتخلي عن المشاريع الانفصالية التي لا تخدم أحدًا سوى الأطراف الخارجية. سوريا لن تتعافى إلا بتكاتف جميع أبنائها والعمل معًا لإعادة بناء الدولة بعيدًا عن الانقسامات التي يزرعها الطامعون في أرضها ومصيرها
الدكتور مختار فاتح بي ديلي
طبيب -ناشط سياسي تركماني