في زمنٍ جفّت فيه دموع الضمير، ما زال الزمن يبكي.
يبكي بصمتٍ طويلٍ على أمةٍ عريقة، شعبٍ نبيلٍ، طُمِسَ اسمه وقُمِع صوته، ومُزّق كيانه: التوركمان.
لم يكن التوركمان غرباء في هذه البلاد، بل كانوا من صُنّاع مجدها، وحماة بواباتها، ومفاتيح استقرارها السياسي والثقافي.
عاشوا في خانقين وكركوك وتلعفر وطوزخورماتو وأربيل ومندلي وقرة تبة وقزلبات وقرة غان، كما عاشوا في حلب والباب وحمص و دمشق ، وفي البقاع اللبناني وشمال الأردن، لكن الغدر السياسي لم يتركهم إلا وهم مهمّشون، مُعرضون لسياسات تذويب الهوية والتهجير والتصفية.
في العراق؛
أُنزلت عليهم كوارث متتالية. من التعريب القسري في عهد النظام البائد، إلى التهميش بعد الاحتلال الأمريكي، مرورًا باغتيالات، وتفجيرات، وتدمير ممنهج لثقافتهم ومدنهم.
لم تكن تلعفر فقط قلعة صامدة، بل شاهدٌ حيٌّ على أناتٍ لا تُروى في كتب التاريخ الرسمي.
في سوريا؛
صراع مركّب، عنوانه الإنكار.
منذ بداية الثورة، لم يُعترف بالتوركمان كمكون وازن. هُجّروا من تل أبيض والراعي وعين العرب، وصودرت أصواتهم السياسية، وتعرضوا لاضطهاد مزدوج من النظام ومن أطراف تدّعي الثورة.
في لبنان والأردن؛
يُعاملون كأنهم طيفٌ منسي، لا حقوق سياسية، لا دعم ثقافي، لا اعتراف رسمي. مع أنهم في البقاع اللبناني مثّلوا حلقة ربط تاريخي بين الدولة العثمانية والمجتمعات المحلية، وفي الأردن حافظوا على تراثهم في صمتٍ نادر، رغم التجاهل.
ماذا يعني أن يبكي الزمن؟
يعني أن التاريخ نفسه يشعر بالخزي من صمته.
أن الجغرافيا تخجل من ظلم وقع على أبناءها.
وأن الضمير العالمي غارق في صفقاته، يتغافل عن شعب تُنتهك حقوقه من بغداد إلى دمشق، ومن عمان إلى بيروت.
من الظالم؟
الأنظمة التي اغتصبت السلطة باسم الوطن والدين والقومية، لكنها مارست التصفية ضد أبناء هذا الشعب، وسعت إلى نزع هويته، وكأن وجوده جريمة يجب محوها.
لكن... هل انتهت القصة؟
كلا.
دموع الزمن ليست يأسًا، بل صفحة من نبوءة الأمل.
التوركمان لن يندثروا، مادام فيهم قلم، ولسان، وذاكرة حيّة.
وما دام هناك من يكتب، ويشهد، ويرفض الصمت.
يا أبناء التوركمان، إن لم تبكوا دموع الزمن، فابكوا على كرامتكم المهدورة، واجعلوا من هذا البكاء شرارة نهضة… فالزمن لا يرحم الضعفاء، لكنه يُخلّد من قاوموا النسيان.
#التركمان #قضية_التركمان #الهوية_التركمانية #التهميش_الممنهج #صرخة_التركمان #دموع_الزمن #التركمان_في_العراق #التركمان_في_سوريا #التركمان_في_لبنان #التركمان_في_الأردن #الهوية_الثقافية #حقوق_الأقليات #صوت_المهمشين #العدالة_للتركمان #الاضطهاد_القومي #النهضة_التركمانية #لا_للتمييز #التاريخ_المنسي #الكرامة_التركمانية #الضمير_العالمي