سيبويه، واسمه الكامل أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي البصري، هو مؤسس علم النحو العربي في العصور الوسطى.
تؤكد مصادر موثوقة مثل كتاب طبقات النحويين واللغويين للزبيدي، ووفيات الأعيان لابن خَلّكان، والفهرست لابن النديم، أن سيبويه عربي الأصل من قبيلة بني الحارث بن كعب، نشأ في بيئة عربية صِرفة في البصرة، وأبدع في خدمة اللغة العربية حتى صار كتابه الكتاب المرجع الأول في النحو والصرف.
ورغم أن بعض المستشرقين والمصادر الحديثة حاولوا نسبة أصوله إلى الفرس، إلا أنه لا توجد وثائق موثوقة تثبت ذلك، وكل ما ورد في المصادر التراثية يضعه في سياق عربي خالص.
أما مصطفى جواد البياتي، فهو عالم ومؤرخ ولغوي عراقي من أصل توركماني ينتمي إلى قبيلة البياتي التوركمانية العراقية.
وُلد في القرن العشرين وكرّس حياته لخدمة اللغة العربية وتطويرها، سواء عبر مؤلفاته أو دراساته النقدية والتحقيقية.
اعتمد في عمله على توثيق النصوص التراثية وتصحيح الأخطاء الشائعة، وكان موسوعي المعرفة في مجالات التاريخ واللغة والأدب.
وتذكر المراجع، بما فيها السجلات التاريخية الحديثة وموسوعات السير، أن أصله التوركماني لم يمنعه من أن يكون واحدًا من أبرز حماة العربية في العصر الحديث.
إن المقارنة بين هاتين الشخصيتين تكشف أن خدمة اللغة العربية لم تكن يومًا حكرًا على قومية أو عِرق، بل هي ثمرة الإخلاص للعلم والوفاء للثقافة.
سيبويه، العربي الذي وضع الأسس الأولى للنحو، ومصطفى جواد، التوركماني الذي حمل مشعل العربية في القرن العشرين، يبرهنان أن الانتماء الحقيقي هو للعلم لا للجنس أو الأصل، وأن العطاء هو الذي يخلّد أسماء العلماء في سجل الحضارة.
Evet 263 Kişi
Hayır 8 Kişi