Diyar HERMZİ

Tarih: 30.08.2025 13:40

رحلة من قلب آسيا الوسطى إلى بلاد الرافدين ديار الهرمزي

Facebook Twitter Linked-in

في سهول تركمانستان، حيث تلتقي الصحراء بالجبال وتعلو السماء بنجومها الصافية، عاش شعب قديم عُرف باسم توركو.

كانوا رعاةً وزُرّاعًا وصيادين، يرسمون على الحجارة هلالًا ونجمةً ورموزًا غامضة، ليدوّنوا بها صلاتهم بالسماء وأسرار حياتهم اليومية.

مع مرور القرون، أسسوا حضارة أناو، إحدى أقدم الحضارات الزراعية. بنوا بيوتًا من الطين، زرعوا الحبوب، صنعوا الفخار، وتبادلوا السلع مع جيرانهم.

لكن الطبيعة لم تكن رحيمة دائمًا، إذ اجتاح الجفاف أرضهم، وتراجع الخصب عن سهولهم.

فبدأت القبائل بالرحيل… رحيلًا طويلًا حمل معه ذكريات الأوطان الأولى.

كانوا ينظرون إلى الجنوب حيث الأنهار العظيمة، ويقولون: هناك سنجد الحياة من جديد.

رحلوا قوافل على ظهور الخيل والثيران، نساءً ورجالًا وأطفالًا، يحملون معهم أسرار الزراعة والرموز واللغة الأولى.

قطعوا الجبال والبراري حتى وصلوا إلى أرضٍ غريبة عليهم، لكنها خصبة وغنية: بلاد ما بين النهرين.

هناك، على ضفاف دجلة والفرات، زرعوا الأرض، بنوا القرى، ثم المدن.

تطورت رموزهم شيئًا فشيئًا حتى صارت الخط المسماري، وولدت أولى الممالك السومرية: أوروك، أور، لكش.

لم ينسَ السومريون أصلهم؛ فقد ظلّت النجمة والهلال في نقوشهم، وبقيت أساطير السماء تحكي صلة الإنسان بالكون.

وهكذا، تحولت حضارة أناو من آسيا الوسطى إلى سومر، أول حضارة بشرية منظمة، لتترك بصمتها في التاريخ.

المغزى من القصة:

الأتراك الأوائل (توركو) لم يكونوا قبيلة عابرة، بل كانوا بذرة حضارة.

سومر لم تولد من العدم، بل من رحلة هجرة كبرى امتدت من قلب آسيا الوسطى إلى وادي الرافدين.

الهلال والنجمة والرموز القديمة كانت شاهدًا على الاستمرارية الحضارية.


Orjinal Köşe Yazısına Git
— KÖŞE YAZISI SONU —